أنواع الإنسولين واستخداماته

أنواع الإنسولين:

الإنسولين هو هرمون مهم جدًا في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم مستويات السكر في الدم. يتم إفراز الإنسولين من قبل خلايا بيتا في البنكرياس ويعمل على تسهيل دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم، حيث يُستخدم كمصدر للطاقة. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، قد يكون إنتاج الإنسولين غير كافٍ أو قد لا يكون الجسم قادرًا على استخدامه بشكل فعال، مما يتطلب استخدام الإنسولين الاصطناعي. هناك عدة أنواع من الإنسولين التي تختلف في وقت بدء العمل، مدة تأثيره، وذروة تأثيره.

1. الإنسولين سريع المفعول (Short-Acting Insulin)

الإنسولين سريع المفعول، والمعروف أيضًا بالإنسولين “القصير الأمد”، يبدأ تأثيره في الجسم بسرعة نسبيًا، حيث يبدأ العمل خلال 30 دقيقة بعد الحقن، ويصل إلى ذروته بين 2 إلى 3 ساعات، ويستمر تأثيره لمدة 6 ساعات تقريبًا. يُستخدم هذا النوع من الإنسولين عادة لتغطية الوجبات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات.

من أبرز الأمثلة على الإنسولين سريع المفعول:

• الإنسولين العادي (Regular Insulin): هذا هو نوع الإنسولين الأكثر شيوعًا في هذه الفئة. يُستخدم في الحالات الطارئة أو قبل تناول الوجبات، ويوفر تحكمًا جيدًا في مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام.

2. الإنسولين طويل المفعول (Long-Acting Insulin)

الإنسولين طويل المفعول هو نوع من الإنسولين الذي يمتاز بتأثير طويل الأمد في الجسم. يبدأ تأثيره بعد ساعات من الحقن، ويستمر في الجسم لمدة تصل إلى 24 ساعة. لا يحتوي هذا النوع على ذروة واضحة حيث يتم إفرازه بشكل تدريجي وبطيء. يُستخدم هذا النوع من الإنسولين للحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم طوال اليوم، ويُعطى عادة في المساء أو قبل النوم.

من أبرز الأمثلة على الإنسولين طويل المفعول:

• الإنسولين غلارجين (Lantus): يعتبر هذا النوع من الإنسولين الأكثر شهرة في هذه الفئة. يتميز بمدة تأثير طويلة قد تصل إلى 24 ساعة.

• الإنسولين ديتيمير (Levemir): يعمل هذا النوع أيضًا لفترة طويلة تصل إلى 24 ساعة تقريبًا، ويعطي تغطية مستمرة للسكر في الدم.

3. الإنسولين متوسط المفعول (Intermediate-Acting Insulin)

الإنسولين متوسط المفعول يبدأ تأثيره بعد حوالي ساعة إلى ساعتين من الحقن، ويستمر في الجسم لمدة 12 إلى 18 ساعة. يحتوي هذا النوع على ذروة عمل عادةً ما تكون بين 4 إلى 8 ساعات بعد الحقن، وهو مفيد للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي خلال اليوم.

من أبرز الأمثلة على الإنسولين متوسط المفعول:

• الإنسولين NPH (Neutral Protamine Hagedorn): يُعتبر هذا النوع من الإنسولين الأكثر شيوعًا في هذه الفئة. يتم استخدامه بشكل رئيسي لتغطية احتياجات الجسم من الإنسولين بين الوجبات.

4. الإنسولين السريع جدًا (Ultra-Rapid Acting Insulin)

الإنسولين السريع جدًا هو نوع مطور حديثًا يعمل بسرعة أكبر من الإنسولين سريع المفعول. يبدأ تأثيره في الجسم في غضون 10 إلى 15 دقيقة من الحقن ويصل إلى ذروته في حوالي ساعة. يستمر تأثيره من 3 إلى 5 ساعات. يُستخدم هذا النوع بشكل خاص في الحالات التي تتطلب استجابة سريعة للوجبات أو لتغطية الارتفاعات المفاجئة في مستويات السكر.

من أبرز الأمثلة على الإنسولين السريع جدًا:

• الإنسولين الأسبارت (Fiasp): هو نوع من الإنسولين السريع جدًا الذي يبدأ تأثيره في وقت أقصر ويستمر لفترة قصيرة.

• الإنسولين ليبروف (Lispro): نوع آخر من الإنسولين السريع جدًا الذي يُستخدم في كثير من الحالات لتغطية احتياجات الإنسولين بعد الوجبات.

5. الإنسولين المخلوط (Pre-Mixed Insulin)

الإنسولين المخلوط هو مزيج من الإنسولين السريع والمستمر المفعول في منتج واحد. يتم تطويره لتوفير تغطية مركبة لمستويات السكر في الدم، حيث يوفر تأثيرًا سريعًا بعد الوجبات وتأثيرًا مستمرًا للتحكم في السكر طوال اليوم. يُستخدم هذا النوع من الإنسولين غالبًا من قبل الأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع 2 أو أولئك الذين لا يمكنهم التكيف مع أنواع الإنسولين الأخرى.

من أبرز الأمثلة على الإنسولين المخلوط:

• الإنسولين 70/30: هذا النوع يحتوي على 70% من الإنسولين NPH و30% من الإنسولين العادي، مما يوفر مزيجًا من تأثيرات الإنسولين السريع والطويل الأمد.

• الإنسولين 75/25: مزيج من الإنسولين ليبروف (سريع المفعول) وNPH (متوسط المفعول).

6. الإنسولين الموجه (Inhaled Insulin)

الإنسولين الموجه هو نوع غير تقليدي من الإنسولين يتم استنشاقه بدلاً من حقنه. يبدأ تأثيره بسرعة، عادةً في غضون 15 دقيقة بعد الاستنشاق، ويستمر لمدة 3 إلى 4 ساعات. يتم تطوير هذا النوع لتوفير طريقة أكثر راحة لإعطاء الإنسولين، ولكنه ليس مناسبًا لجميع المرضى.

7. الإنسولين البشري (Human Insulin)

الإنسولين البشري هو الإنسولين الذي يتم تصنيعه باستخدام تكنولوجيا الحمض النووي المؤتلف. هذا النوع من الإنسولين هو الذي يشبه تمامًا الإنسولين الطبيعي الذي يفرزه البنكرياس البشري، ويُعتبر النوع الأكثر استخدامًا في علاج مرض السكري.

8. الإنسولين المخصص (Insulin Analogs)

الإنسولين المخصص هو نوع من الإنسولين الذي يتم تصميمه ليعمل بطريقة مشابهة للإنسولين الطبيعي ولكن مع تحسينات تجعل من الممكن تحكم أفضل في مستويات السكر في الدم. تختلف أنواع الإنسولين المخصص في سرعة ومدة تأثيرها، كما أنها توفر خيارات علاجية متعددة بما يتناسب مع احتياجات مرضى السكري.

أبرز الأمثلة على الإنسولين المخصص:

• الإنسولين الأسبارت (Novolog): يُعتبر من الإنسولين السريع، ويستخدم بشكل رئيسي لتغطية الوجبات.

• الإنسولين الغلارجين (Lantus): يُعتبر من الإنسولين طويل المفعول، ويُعطى عادة مرة واحدة يوميًا.

9. الإنسولين في المضخات (Insulin Pumps)

المضخات هي أجهزة صغيرة يتم حملها على الجسم وتعمل على إعطاء الإنسولين بشكل مستمر. توفر هذه المضخات جرعات دقيقة من الإنسولين بناءً على احتياجات المريض اليومية، كما توفر تحكمًا أكبر في مستويات السكر في الدم.

الخلاصة:

تُعتبر أنواع الإنسولين المختلفة ذات أهمية كبيرة في التحكم في مرض السكري. من خلال اختيار النوع المناسب من الإنسولين بناءً على نوع السكري وظروف المريض، يمكن تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم وتحقيق حياة صحية. تختلف أنواع الإنسولين من حيث سرعة العمل، مدة التأثير، والذروة، مما يمنح الأطباء والمريض مرونة أكبر في إدارة العلاج.